العراقيون يعلقون آمالا على استضافة كأس الخليج لكرة القدم
البصرة، العراق (أ ب)- بالنسبة للعديد من العراقيين، ثمة لحظة نادرة من الفرح والتفاؤل منتظرة مع انطلاق أول بطولة دولية لكرة القدم تستضيفها بلادهم منذ أكثر من أربعة عقود في مدينة البصرة الواقعة جنوبا.
تنطلق بطولة كأس الخليج العربي (خليجي 25) التي تضم 8 دول، يوم الجمعة بمشاركة منتخبات من دول مجلس التعاون الخليجي الست - وهي البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات - إضافة إلى اليمن والعراق.
تعد هذه المرة الأولى منذ العام 1979 التي يستضيف فيها العراق المضطرب نسخة من هذه البطولة.
قال مشجعون ومسؤولون إن المباريات التي تقام على مدار أسبوعين ستكون فترة راحة من كل أعمال العنف والأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت بالبلاد، حيث أدت عقود من الاضطرابات والصراعات إلى سلسلة من حظر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استضافة العراق لمباريات دولية.
وقد أجبر ذلك المنتخب العراقي على خوض مبارياته خارج البلاد.
منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح بالمستبد صدام حسين، لعب منتخب العراق ثلاث مباريات تنافسية فقط على أرضه.
وإذا سارت النسخة الخامسة والعشرون من بطولة كأس الخليج بسلاسة، فقد يشجع ذلك الفيفا على السماح لمباريات تصفيات كأس العالم بالعودة إلى بغداد.
وفي السياق، قال أكرم العراقي، وهو من سكان البصرة وكان يسير في شارع الكورنيش المزدحم جوار شط العرب - وهو التقاء نهري دجلة والفرات - ”كعراقيين لطالما عانينا لعقود، لذا نسعد كثيرا بأن تقام هذه البطولة الخليجية على أرض عراقية في البصرة”.
كانت علاقات العراق بمجلس التعاون الخليجي متأزمة لعقود فيما برزت ميليشيات وفصائل سياسية مدعومة من إيران في البلاد. ولم تكن البصرة، مركز صناعة البترول في العراق، مستثناة من الاضطراب السياسي والاشتباكات العنيفة وانهيار البنية التحتية.
هذه الأيام، تزدحم المدينة وتنشط أكثر من أي وقت مضى. ونشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة فيما يتدفق سائحون من دول الخليج المجاورة لحضور البطولة.
وفي هذا الصدد، قال فؤاد الحلفي، وهو من سكان البصرة، بينما كان واقفا أمام فندق، ”معظم الناس الذين يزورون من دول خليجية يعتبرون البصرة والعراق غير آمنين. لكن يبدو أنهم يغيرون رأيهم.. رأينا ذلك في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي”.
هناك آمال أيضا في انتعاشة اقتصادية. فقد مرت البصرة بأوقات عصيبة مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي سببه تغير المناخ وسوء إدارة الموارد المائية.
ودمر قطاع الزراعة فيها بعد أن كان شهيرا بالنسبة للسياحة. ويعيش نحو 40 بالمائة من سكان البصرة الذين يقدر عددهم بنحو 1.4 مليون نسمة، في فقر، بينما ترتفع معدلات البطالة.
ويوضح ليث جاسم، وهو من سكان المدينة وفي منتصف العمر، قائلا “سيساعد ذلك على إحياء الاقتصاد والسياحة”.
تمتزج العائلات العراقية بالسائحين السعوديين والكويتيين الذين يتجولون على طول كورنيش شط العرب، فيما يكتظ المنتزه بالباعة لبيع القهوة والهدايا والعلم العراقي. ويسارع النوادل في بهو الفندق المجاور إلى تقديم القهوة والنارجيلة للزبائن.
أعرب عادل القباسي، الصحفي اليمني الذي توجه إلى البصرة لحضور البطولة، عن شعوره بالأمان والراحة منذ وصوله.
فيما أعربت نور مجيد، وهي مشجعة جاءت إلى البصرة من العاصمة بغداد، عن أنها تأمل في أن تساعد بطولة كأس الخليج في تخفيف ”التوترات السياسية” مع دول مجلس التعاون الخليجي وتشجيع استثماراتها في العراق.
وقالت ”أعتقد أنها فرصة للعراق ودول الخليج لإعادة ضبط علاقتهما”.
ويرى الاتحاد العراقي لكرة القدم في البطولة فرصة لاستعادة الثقة في أن يستضيف العراق المزيد من البطولات الرياضية.
وقال يوسف فايال، المدير الإعلامي للاتحاد، ”كل ما خططنا له على الورق يتم تنفيذه”.
أما بالنسبة لآمال الكأس، فقد فاز العراق بالبطولة عندما استضافها عام 1979 لأول مرة، ومرتين أخرين في الثمانينيات. ويأمل العراق، الذي يلعب في مجموعة اليمن والسعودية وعمان في الدور الأول في البصرة، في تحقيق فوز رابع بالبطولة.
ويتأهل فريقان عن كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي. وتقام المباراة النهائية في ملعب البصرة الدولي الذي يستوعب 65 ألف متفرج في 19 يناير/ كانون ثان.
———————
ساهم في إعداد هذا التقرير المعد لدى الأسوشيتدبرس أحمد سامي في بغداد