مسيرات فلسطينية وإضراب بعد وفاة أسير في إسرائيل
القدس (أ ب)- خرج مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات المسلحين الملثمين يطلقون النار في الهواء، إلى الشوارع وأغلقت المتاجر في أنحاء الضفة الغربية المحتلة احتجاجا على وفاة سجين فلسطيني بسرطان الرئة في الأسر الإسرائيلي.
كانت فصائل فلسطينية قد دعت إلى إضراب عام في الضفة الغربية المحتلة اليوم الثلاثاء وحثت الفلسطينيين على مواجهة القوات الإسرائيلية، بعد وفاة ناصر أبو حميد بسرطان الرئة.
صدرت ضد ناصر أبو حميد (50 عاما)-القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس- سبعة أحكام بالسجن المؤبد عام 2002 لضلوعه في مقتل سبعة إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في أوائل القرن الحادي والعشرين.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد طالبوا بالإفراج عنه عقب تدهور صحته في الأشهر الأخيرة.
يُنظر على نطاق واسع إلى السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل، حتى أولئك الذين أدينوا بارتكاب جرائم عنيفة، على أنهم أبطال في المجتمع الفلسطيني لمقاومتهم احتلالًا عسكريًا إسرائيليًا في عامه الخامس والخمسين. بيد أن إسرائيل تعتبرهم إرهابيين.
شارك المئات في مسيرة تكريما لأبو حميد في رام الله مقر حكومة عباس.
رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام فتح الصفراء، فيما حمل آخرون ملصقات لأبو حميد بجوار المسجد الأقصى في القدس. وسارت مجموعة من المسلحين يرتدون ملابس سوداء في أنحاء المدينة وأطلقوا النار في الهواء.
أغلقت المتاجر والمؤسسات في جميع أنحاء الضفة الغربية أبوابها اليوم الثلاثا، وخرجت مظاهرات أصغر في العديد من بلدات ومدن الضفة الغربية، وكذلك في قطاع غزة.
جاءت وفاة أبو حميد في واحدة من أكثر السنوات دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقود الأخيرة التي تقترب من نهايتها، مع تضاؤل احتمالات التفاوض بشأن حل الدولتين وإنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي المفتوح للفلسطينيين.
ولم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات اليوم الثلاثاء.
أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية وفاة أبو حميد، بعد معاناته من مرض عضال ونقله إلى المستشفى في اليوم السابق. وأعلنت مصلحة السجون ” فتح تحقيق في الواقعة كما في كل حالة من هذا النوع”.
قال نادي الأسير الفلسطيني، وهي مجموعة تمثل سجناء سابقين وحاليين، إن حوالي 4700 فلسطيني يقبعون في سجون إسرائيل لارتكابهم مخالفات أمنية والدخول بشكل غير قانوني إلى إسرائيل، مشيرا إلى أنه تم تشخيص إصابة أبو حميد بالسرطان في أغسطس/ آب 2021.
وألقى مسؤولون فلسطينيون باللوم على إسرائيل في مقتل أبو حميد. واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إسرائيل بـ ”الإهمال الطبي المتعمد”.
ودعت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة إلى ”تصعيد حقيقي في سجون الاحتلال” ردا على مقتله.
وقالت مصلحة السجون إن أبو حميد تلقى ”علاجا منتظما من قبل الطاقم الطبي في مصلحة السجون وموظفين من خارج السجن” منذ تشخيص إصابته.
ودعت فتح الى بدء إضرابات في مدن الضفة الغربية ”ردا على الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين”.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الحركة الفلسطينية ”دعت أيضا إلى يوم غضب عند نقاط الاتصال مع الجيش الإسرائيلي”.