الدراويش الصوفية يؤدون رقصاتهم على خطى الرومي: معرض صور أ ب
قونية، تركيا (أ ب)- استعدادا للطقوس يرتدي عمر كيليج وابنه البالغ من العمر 14 عاما رداءين أبيضين وعباءتين سوداويين، لكنهما لا يرتديان القبعات مخروطية الشكل المسماة ”سيكي”.
ترمز أردية رقصة التنورة إلى أكفان الموتي، والعباءات السود الى القبور والقبعات الى شواهد القبور - وكلها ملابس تشكل جزءا من تقليد عمره قرون يؤديه الدراويش في تركيا.
الدراويش ، وهي طريقة متجذرة في التصوف ، تشتهر بشكل رئيسي بطقوس ”سما” التي يتحركون فيها في تناغم مع ترديد ادعية وآيات القرآنية.
ينتمي كيليج إلى هذه الطريقة الصوفية منذ 23 عاما، وهو يعمل خياطا، ويقوم بتدريس حرفته لتلميذه وابنه توبراك إيفي كيليج.
يقول كيليج إن النهج الصوفي ظهر له لأول مرة في حلم، ثم قرر بعدها أن يبدأ التدريب كدرويش.
كل عام يقوم الدراويش التابعون للطائفة المولوية باداء رقصتهم في مدينة قونية التركية، حيث يحضر الآلاف سلسلة من الفعاليات والاحتفالات تستمر أسبوعاً كاملا في ذكرى وفاة الشاعر والباحث والصوفي الإسلامي من القرن الثالث عشر جلال الدين الرومي.
ولد الرومي، المعروف باسم مولانا في تركيا، عام 1207 في بلخ ، المدينة التي أصبحت الآن في أفغانستان. واستقر في قونية بوسط تركيا، حيث توفي في 17 ديسمبر كانون اول 1273. ويعتبر أحد أهم الفلاسفة الصوفيين ، ويتبع أعضاء الطريقة المولوية تعاليمه.
بدلاً من الحداد على موته تقام الاحتفالات في قونية بما يعتقد أتباعه أنه اتحاد الرومي بالله. السمة الرئيسية ”لليلة الاتحاد” هي الطقوس التي يدور فيها الدراويش حول انفسهم، ويديرون أيديهم اليمنى رمزيا نحو الله واليسرى نحو الأرض.
وصف أحمد سامي كوجوك، كبير الدراويش في قونية، الدوران بأنه ”نهاية وحالة نصل إليها بعد سنوات من التدريب والانضباط”.
في عام 2005 ادرجت يونسكو هذه الممارسة ضمن ”التراث الشفهي وغير المادي للبشرية”.
يعتبر قبر الرومي في قونية متحفا وموقعا للزيارة.
وقال محمد موبين درويش، احد الزائرين وهو كشميري مقيم في بريطانيا، إن جميع محبي الله يأتون إلى هذا الموقع لتكريم الرومي.
وذكر المسؤول السياحي عبد الستار يارار انه بعد عامين من الإغلاق الصارم بسبب الجائحة جذب الموقع أكثر من 3.1 ملايين زائر هذا العام ، 10 بالمائة منهم من الخارج.