مهرجان الأنوار اليهودي يبدأ في أوكرانيا مع احتدام المعارك
كييف، اوكرانيا (اب)- أشعل سكان يهود في أوكرانيا، يقفون خلف حملة ترفع شعار ”حرب بين الظلام والنور”، شمعدانا عملاقا مساء الأحد احتفالا بعيد الأنوار ”حانوكا” اليهودي، والذي يستمر ثمانية أيام.
يأتي ذلك بينما لا يزال عشرات الآلاف من السكان يعيشون بدون كهرباء، حيث أدت الحرب الروسية – المستمرة منذ عشرة أشهر - إلى سقوط ضحايا جدد.
تجمع العشرات في ساحة الاستقلال بالعاصمة كييف عند غروب الشمس لإضاءة الشمعدان الذي يقول القادة اليهود المحليون إنه الأطول في أوروبا.
انضم فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، إلى سفراء إسرائيل والولايات المتحدة واليابان وبولندا وكندا وفرنسا في حفل نظمه اتحاد الجاليات اليهودية في أوكرانيا.
ورددوا ترانيم بجوار لهب الشمعدان، والذي كان يعلو الحشود والسيارات المارة وسط طقس بارد.
وجد الحاخام ماير ستامبلر، زعيم اتحاد الجاليات اليهودية في أوكرانيا، وجه شبه بين قصة عيد حانوكا وما تشهده أوكرانيا في الوقت الحالي.
ترجع مناسبة عيد حانوكا إلى دخول اليونانيون لهيكل لوثوا كل الزيت الصالح لإيقاد الشمعدان المقدس في الهيكل، وعندما انتصر المكابيون بحثوا عن الزيت فلم يجدوا إلا قارورة واحدة، لكن حدثت معجزة واشتعل الزيت الشمعدان لمدة ثمانية أيام.
قال ستامبلر ”نحن نعيش الآن نفس الوضع”، في إشارة لانقطاع التيار الكهربائي حاليا في أوكرانيا، والذي تسبب فيه القصف الروسي.
وأضاف ”هذه حرب بين الظلام والنور.”
كانت فيكتوريا هيرمان، 47 عاما، بين الحاضرين وقالت إن الاحتفال بعيد حانوكا جلب لها الأمل خلال أيام ديسمبر/ كانون أول.
وأضافت ”سيكون هناك ضوء، وكل شيء سيكون على ما يرام للجميع. وستنتهي الحرب.”
قال السفير الإسرائيلي في أوكرانيا مايكل برودسكي ”أتمنى للشعب الأوكراني كل ما يرمز إليه حانوكا. أتمنى أن يكون هناك ضوء في كل منزل أوكراني ... وأتمنى لكم النصر”.
زع متطوعون آلاف الشمعدانات والشموع والمواد المطبوعة وألعاب الألغاز والحلوى على أفراد الأقلية اليهودية في أوكرانيا.
في ساحة المعركة، قصفت القوات الروسية اليوم الأحد وسط مدينة خيرسون الرئيسية، والتي انسحب منها الجنود الروس الشهر الماضي، وكانت واحدة من أكبر الانتكاسات موسكو في ساحة المعركة في أوكرانيا.
قال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير ديوان الرئاسة الأوكرانية، إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الهجمات.
تعرضت المدينة الجنوبية ومحيطها لهجمات متكررة منذ الانسحاب الروسي.
قال ياروسلاف يانوشيفيتش، حاكم اقليم خيرسون، الأحد إن روسيا نفذت 54 هجوما بصواريخ وقذائف هاون ودبابات خلال اليوم السابق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة.
في غضون ذلك، أعلن حاكم اقليم بيلغورود، فياتشيسلاف جلادكوف الأحد عن مقتل شخص وإصابة ثمانية في قصف أوكراني للمنطقة الواقعة على طول الحدود الشمالية لأوكرانيا.
استهدفت قوات موسكو البنية التحتية التي تخدم المدنيين، كخطوط إمداد المياه والكهرباء، في المرحلة الأخيرة من الحرب التي بدأتها روسيا منذ قرابة عشرة أشهر، ما أدى إلى تفاقم معاناة الأوكرانيين مع حلول فصل الشتاء.
استخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم المقررة مساء اليوم لشجب الحرب.
قال زيلينسكي في مقطع مصور باللغة الإنجليزية قبل ساعات من المباراة النهائية في قطر بين الأرجنتين وفرنسا، ”أثبت بطولة كأس العالم هذه مرارا أن البلدان والجنسيات المختلفة تستطيع تحديد من هو الأقوى عن طريق اللعب النظيف - لا اللعب بالنار - على ساعة الملعب الأخضر، وليس في ساحة المعركة الحمراء”.