تدنيس وتخريب قبور مسيحية في مقبرة القدس التاريخية
القدس (أ ب)- تعرض ما يزيد على ثلاثين قبرا داخل المقبرة البروتستانتية في القدس، للتدنيس والتخريب، حسبما أعلنت الأبرشية اليوم الأربعاء ما أثار غضب الأقلية المسيحية في المدينة المتنازع عليها.
الخارجية الإسرائيلية وصفت الهجوم بأنه ”عمل غير اخلاقي” و”إهانة للدين”.
وقال القس حسام ناعوم رئيس أساقفة الكنيسة الإنغليكانية في القدس والشرق الأوسط، إن ما جرى ”اعتداء آثم وجريمة كراهية واضحة”.
وقالت القنصلية البريطانية إن ما حدث لا يعدو أن يكون الحلقة الأحدث في سلسلة اعتداءات على الطائفة المسيحية في مدينة القدس المقدسة.
تم إرسال عناصر الشرطة إلى المقبرة البروتستانتية في جبل ”داود” أو كما يطلق عليه في اليهودية جبل ”صهيون” في القدس للتحقيق في التدنيس.
يحظى جبل صهيون- المرتبط حسب التقاليد المسيحية بموقع العشاء الأخير الذي شاركه المسيح مع تلاميذه في الليلة التي سبقت صلبه- بقدسية أيضا لدى اليهود والمسلمين، ولطالما كان محور مزاعم دينية متنافسة طوال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستعر منذ عقود.
وأظهرت لقطات سجلتها كاميرا أمنية وتناقلتها المواقع على نطاق واسع الأحد، شابين- يرتديان قلنسوة يهودية- كيباه- ويعلقان الطليس- ما يشبه مسبحة معقودة من الخيوط – وهما يقتحمان المقبرة ويسقطان الصلبان الحجرية ويحطمان شواهد القبور ويدوسونها، مخلفين وراءهما آثارا من الحطام، وشواهد القبور المكسورة.
وبحسب الإبرشية، فقد كان من بين القبور المدمرة، مقبرة عليها تمثال نصفي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر لصموئيل غوبات، أسقف القدس الأنغليكاني الثاني، الذي توفي عام 1879.
كما تعرضت قبور ثلاثة من رجال الشرطة الفلسطينية الذين لقوا حتفهم خلال سنوات الانتداب البريطاني، للتدنيس.
وحذرت الأبرشية من أن تدنيس المقبرة يجب أن يعتبر تحذير مشؤوم من ”كراهية المسيحيين”.
وأضافت ”العديد من الصلبان الحجرية كانت أهدافا للمخربين، ما يشير بوضوح إلى أن هذه الأعمال الإجرامية كانت مدفوعة بالتعصب الديني” وحثت السلطات على مضاعفة الجهود للعثور على الجناة.
أنشئت المقبرة البروتستانتية على جبل صهيون المبجل خارج أسوار مدينة القدس القديمة، عام 1848، وكانت جزءا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
تضم المقبرة قبور العشرات من ضباط الشرطة الفلسطينية الذين قتلوا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية بالإضافة إلى قادة مسيحيين ماتوا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
كان متطرفون يهود قد عمدوا إلى تشويه ممتلكات الكنيسة في جبل صهيون على مر السنوات الماضية.
يعتبر اليهود جبل صهيون- أو جبل داود بحسب التقاليد المسيحية- موقع دفن النبي داود، وقد عارض بعض النشطاء المتطرفين والقوميين من اليهود، حقوق الصلاة المسيحية في الموقع.