اقتصاد بريطانيا انكمش في الربع الثالث بأكثر مما كان يعتقد
لندن (أ ب)- رسمت الاحصائيات المنقحة الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني اليوم الخميس ”صورة قاتمة” لاقتصاد المملكة المتحدة، والذي تقلص بأكثر مما كان متوقعا في البداية بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول.
انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة معدلة 0.3 بالمائة في الربع الثالث من عام 2022، مقابل انخفاض يقدر بنسبة 0.2 بالمائة، حيث كان أداء الاستثمار التجاري أسوأ من المتوقع.
جرى تعديل احصائيات النمو للنصف الأول من عام 2022 أيضا بالانخفاض، حيث أظهرت أن المملكة المتحدة حققت نموا بنسبة 0.6 بالمائة فقط في الربع الأول و0.1 بالمائة في الربع الثاني.
بالإضافة لذلك، أفاد مكتب الإحصاءات أن الناتج المحلي الإجمالي يقدر الآن بنسبة 0.8 بالمائة، اي أقل من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا.
وقال دارين مورغان، مدير ادارة الإحصاءات الاقتصادية في مكتب الإحصاء ”أرقامنا المعدلة تظهر أن أداء الاقتصاد كان أقل بشكل طفيف خلال العام الماضي مما كنا نتوقعه سابقا، مع ضعف قطاعي التصنيع وتوليد الكهرباء بشكل ملحوظ”.
لا يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون مشرقة، حيث يتوقع خبراء مزيدا من تقلص الاقتصاد في الربع الأخير من عام 2022، وهو ما سيشهد انزلاق المملكة المتحدة في ركود، عندما ينكمش الاقتصاد لربعين متتاليين، مع توقعات بأنه سيشهد تقلصات.
أثر الوضع الحالي على المستهلكين بشدة، حيث انخفض إنفاق العائلات بنسبة 1.1 بالمائة بعد التضخم في الربع الثالث - وهو أول انخفاض منذ يناير/ كانون ثان إلى مارس/ آذار مقارنة بعام 2021، عندما كانت المملكة المتحدة خاضعة للإغلاق.
وأضاف مورغان ”دخل الأسر استمر في الانخفاض، وإن كان بمعدل أبطأ مما كان عليه في الربعين السابقين”.
وبالمقارنة مع اقتصادات متقدمة أخرى، فإن أداء المملكة المتحدة سيئ بشكل خاص.
وقال صامويل تومبس، خبير الاقتصاد الكلى في شركة بانثيون الاستشارية ”الحسابات القومية تؤكد أن المملكة المتحدة كانت الاقتصاد الوحيد ضمن اقتصادات مجموعة السبع التي لا يزال فيها الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث أقل من مستواه قبل فيروس كورونا.”
وأضاف ”بالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تستمر المملكة المتحدة في الأداء الضعيف ( اقتصاديا). نتوقع أن تعاني بريطانيا من أعمق ركود بين الاقتصادات المتقدمة الرئيسية في عام 2023.”