بوتين وشي يجريان محادثات بينما تقصف روسيا أوكرانيا مجددا
كييف، أوكرانيا (أ ب)- تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ اليوم الجمعة بتعميق تعاونهما الثنائي على خلفية حرب موسكو المستمرة منذ 10 أشهر في أوكرانيا، التي شهدت ليلة أخرى من هجمات مكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ.
لم يشر بوتين وشي مباشرة إلى أوكرانيا خلال محادثاتهما الثنائية عبر الفيديو. لكنهما أشادا بتعزيز العلاقات بين موسكو وبيجين وسط ما أسمياه ”التوترات الجيوسياسية” و ”الوضع الدولي الصعب”.
قال بوتين: ”في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة، تزداد أهمية الشراكة الاستراتيجية الروسية الصينية كعامل استقرار”. ودعا شي لزيارة موسكو في الربيع.
في أوكرانيا، راجعت السلطات حصيلة هجوم صاروخي روسي واسع النطاق على محطات طاقة وبنية تحتية حيوية أخرى يوم الخميس، في حملة قصف هي الأكبر من نوعها منذ أسابيع. وقال كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، إن أربعة مدنيين قتلوا خلال القصف.
قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديثها صباح الجمعة إن القوات الروسية أطلقت ما مجموعه 85 صاروخا و35 غارة جوية على أهداف أوكرانية في الـ 24 ساعة الماضية. وذكر التقرير العسكري أن روسيا شنت 63 هجوما من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة.
قال سلاح الجو الأوكراني إن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا مساء الخميس وفجر الجمعة بطائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد 131/136، عقب موجات أولى من القصف الصاروخي صباح الخميس وقد أسقطت جميعها.
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو الجمعة إن الهجوم استهدف العاصمة أيضا. من بين سبع طائرات مسيرة من طراز كاميكازي أطلقت على العاصمة الأوكرانية، تم إسقاط طائرتين عند الاقتراب من المدينة وخمسة فوق كييف نفسها، وفقا لكليتشكو.
وأشار إلى تضرر نوافذ مبنى سكني ومبنى غير سكني نتيجة سقوط الحطام، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
إلى الشرق، أفاد الجيش الأوكراني أن قواته أسقطت 10 طائرات مسيرة هجومية في مقاطعتي دنيبروبتروفسك شرقي البلاد و زابوريجيا الجنوبية الشرقية.
تم إطلاق ما يقرب من 30 قذيفة روسية على مارانيتس في مقاطعة دنيبروبتروفسك ليلة الخميس، وفقا لما ذكره حاكم المنطقة فالنتين ريزنيشنكو. تقع مارانيتس على الضفة المقابلة لنهر دنيبر من محطة زابوريجيا للطاقة النووية، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكسندر شتابون، إن مدينة باخموت في إقليم دونيتسك ظلت هدفا رئيسيا للهجوم الروسي الطاحن في المنطقة الصناعية الشرقية.
تعرضت أماكن أخرى مأهولة بالسكان في دونيتسك، وإقليم لوغانسك المجاور، وفي مقاطعات تشيرنيهيف وسومي وخاركيف شمالي أوكرانيا، وفي مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون في الجنوب للهجوم.
صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور أن روسيا لم تتخل عن خططها للاستيلاء على كامل إقليم دونيتسك، بغرض تحقيق الهدف بحلول يوم رأس السنة الجديدة. كما حذر زيلينسكي الأوكرانيين من احتمال وقوع هجوم جوي واسع النطاق.
وقال ”بقي يومان في هذا العام. ربما سيحاول العدو مرة أخرى جعلنا نحتفل بالعام الجديد في الظلام. ربما يخطط المحتلون لجعلنا نعاني من الضربات القادمة على مدننا. لكن بغض النظر عما يخططون له، فنحن نعرف شيئا واحدا عن أنفسنا: سننجو. سنطردهم. لا شك في ذلك. وسيعاقبون على هذه الحرب الرهيبة ”.
وأشار بوتين، خلال مكالمته مع شي، إلى أن التعاون العسكري له ”مكانة خاصة” في العلاقات بين البلدين. وأضاف أن الكرملين يهدف إلى ”تعزيز التعاون بين القوات المسلحة لروسيا والصين”.
وقال شي، بدوره، من خلال مترجم إن بيجين ”في مواجهة وضع دولي صعب وبعيد عن الوضوح” على استعداد ”لزيادة التعاون الاستراتيجي مع روسيا، وتزويد بعضنا البعض بفرص التنمية، وأن نكون شركاء عالميين لصالح شعبي دولتينا ولمصلحة الاستقرار حول العالم ”.
نمت العلاقات بين موسكو وبيجين منذ أن أرسل بوتين قواته إلى أوكرانيا في 24 فبراير باط. وفي الأسبوع الماضي فقط، أجرت موسكو وبيجين مناورات بحرية مشتركة في بحر الصين الشرقي.
الصين، التي وعدت بصداقة ”لا حدود لها” مع روسيا، رفضت بشدة انتقاد تصرفات موسكو في أوكرانيا، وألقت باللوم على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في استفزاز الكرملين، وانتقدت العقوبات القاسية المفروضة على روسيا.
ودعمت روسيا بدورها الصين بقوة وسط التوترات مع الولايات المتحدة بشأن تايوان.
تواجه كل من روسيا والصين صعوبات داخلية. فبوتين يحاول الحفاظ على الدعم المحلي للحرب التي استمرت لفترة أطول مما كان متوقعا، في حين أن ارتفاع حالات كوفيد-19 طغت على المستشفيات في الصين.