نقص المعلومات حول كورونا في الصين يثير مخاوف عالمية
بيجين (أ ب)- تعكس الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة واليابان وغيرهما لفرض اختبارات كوفيد – 19 على المسافرين القادمين من الصين القلق العالمي من إمكانية ظهور متحورات جديدة في التفشي الحالي للفيروس في البلاد ومن إمكانية ألا تبلغ الحكومة الصينية بقية العالم بالسرعة الكافية.
لم تظهر هناك تقارير عن متحورات جديدة حتى الآن. لكن بالنظر إلى سجل البلاد، فإن القلق ينشأ من أن الصين قد لا تنشر بيانات حول أي علامات على تطور سلالات الفيروس التي يمكن أن تؤدي إلى تفشي المرض في أماكن أخرى.
في إعلانها أمس الأربعاء عن مطلب الاختبار السلبي للمسافرين القادمين من الصين، أشارت الولايات المتحدة إلى زيادة عدد الإصابات وما قالت إنه نقص في المعلومات، ومنها ما يخص التسلسل الجيني لسلالات الفيروس في الصين.
قال وانغ بي شنغ، رئيس مركز السيطرة على الأوبئة في تايوان، اليوم الخميس إن عدم اليقين بشأن الوضع في الصين يثير قلق حكومته.
من المقرر أن تبدأ السلطات في اختبار كل شخص يصل من الصين في الأول من يناير / كانون ثان قبل العودة المتوقعة لحوالي 30 ألف تايواني لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في وقت لاحق من الشهر.
أضاف وانغ للأسوشيتدبرس ”لا يتسم وضع الجائحة في الصين بالشفافية في الوقت الحالي. لدينا فهم محدود للغاية للمعلومات الصينية، وهي ليست دقيقة تماما”.
أعرب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن قلق مماثل بشأن نقص المعلومات عندما أعلن عن شرط اختبار المسافرين القادمين من الصين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
على نطاق أوسع، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأسبوع الماضي إننا بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول شدة تفشي الفيروس في الصين، لا سيما فيما يتعلق بدخول المستشفيات ووحدات العناية المركزة ”من أجل إجراء تقييم شامل لمخاطر الوضع على الأرض”.
أعلنت الهند وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا أيضا عن متطلبات اختبار متنوعة للمسافرين القادمين من الصين. وتراقب السلطات الصحية الألمانية الوضع لكنها لم تتخذ خطوات وقائية مماثلة.
قال المتحدث باسم وزارة الصحة سيباستيان غيلدي ”ليس لدينا ما يشير إلى ظهور متحور أكثر خطورة في التفشي الحالي بالصين والذي سيكون سببا للإعلان عن فرض قيود سفر مقابلة”.
كانت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ قالت الأسبوع الماضي إن الصين تبادلت معلوماتها على نحو دائم وبشكل مسؤول مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي.
أضافت ”نحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي في تضامن لمواجهة تحدي كوفيد بشكل أكثر فعالية، وحماية حياة الناس وصحتهم بشكل أفضل واستعادة النمو الاقتصادي المطرد بشكل مشترك وبناء مجتمع عالمي للصحة للجميع”.
تراجعت الصين عن العديد من قيودها الصارمة المتعلقة بالجائحة في وقت سابق من هذا الشهر، ما سمح للفيروس بالانتشار بسرعة في بلد شهد عددا قليلا من الإصابات نسبيا منذ التفشي الأول للمرض في مدينة ووهان في أوائل عام 2020.
هذه الشكوك المشوبة بالغضب من جانب المجتمع الدولي هي نتيجة مباشرة لتخلي الحزب الشيوعي الحاكم عن سياسة ”صفر كوفيد” الصارمة بشكل مفاجئ وضعف استعداده لهذا التخلي، حسبما قال مايلز يو، مدير مركز الصين في معهد هدسون للأبحاث في واشنطن العاصمة.
أضاف يو في رسالة بالبريد الإلكتروني ”لا يمكنك تنفيذ عمليات الإغلاق المجنونة لفترة طويلة من الزمن وفق سياسة صفر كوفيد، والتي كان مصيرها الفشل، ثم إطلاق العنان فجأة لعدد كبير من المصابين من القفص الصيني إلى العالم بما يزيد من خطر الإصابات المحتملة بمئات الملايين في بلدان أخرى”.
في الصين، أدت العدوى المتزايدة إلى نقص في أدوية البرد، وطوابير طويلة في عيادات الحمى، واكتظاظ غرف الطوارئ ما أدى إلى إبعاد المرضى. وزادت عمليات حرق الجثث عدة مرات، مع مطالبة من دور الجنائز المثقلة بالأعباء في مدينة قوانغتشو جنوب البلاد العائلات بتأجيل مراسم الجنازة حتى الشهر المقبل.
لم تذكر وسائل الإعلام الحكومية الصينية هذا الأمر على نطاق واسع وألقت باللوم على وسائل الإعلام الغربية في تضخيم الوضع.
وقال وانغ ون بين، وهو متحدث آخر باسم وزارة الخارجية، أمس الأربعاء ”هذا النوع من الخطاب مدفوع بالتحيز الذي يهدف إلى تشويه سمعة الصين وله دوافع سياسية”.
اتهمت الحكومة بالسيطرة على المعلومات حول تفشي المرض منذ بداية الجائحة.
أظهر تحقيق أجرته الأسوشيتدبرس أن الصين كانت تتحكم في نشر أبحاثها الداخلية حول نشأة كوفيد – 19 في عام 2020. وقالت مجموعة من خبراء منظمة الصحة العالمية في تقرير هذا العام إن ”أجزاء أساسية من البيانات” لا تزال مفقودة حول كيفية نشأة الجائحة، ودعت إلى مزيد من التحقيق المتعمق.