حوالات المغتربين خلال العطلات تخفف المعاناة المالية للبنان
بيروت (أ ب)- تجول يوسف الصافوري في أنحاء سوق عيد الميلاد المزدحم في بيروت، حيث تدفقت مئات الأسر على أكشاك تبيع الهدايا من مصممين لبنانيين بالرغم من أزمة اقتصادية طاحنة أهدرت مدخرات الملايين.
الصافوري من بين آلاف اللبنانيين الذين تركوا البلاد عندما بدأ الاقتصاد في الانهيار أواخر عام 2019. وأصبحوا الآن شريان الحياة لأسرهم في الوطن التي تتلقى حوالات من الخارج ونقودا في أمتعة خلال زيارات الإجازات والأعياد.
أصبح ثلاثة أرباع السكان في لبنان الآن فقراء.
من منزله الجديد في كندا، يرسل الصافوري - ويعمل كمحاسب - جزءا من راتبه الشهري إلى أسرته في لبنان لتغطية تكاليف شهرية متزايدة من المولد الكهربائي الخاص إلى فواتير المياه وأسعار الغذاء الباهظة.
يقول الصافوري ”الجميع يمر بوقت عصيب لإخراج ماله من البنك ومحاولة تغطية نفقاته الأساسية في الوطن. أجبرت على ترك البلاد وأسرتي لأصنع أموالا بالخارج وأرسلها إليهم”.
يستقبل لبنان نحو 6.8 مليار دولار من أموال الحوالات من الخارج هذا العام، بزيادة على 6.4 مليار دولار في عام 2021. وتمثل هذه الأموال مكونا أساسيا للاقتصاد المنكمش المتدهور. وووفق تقديرات البنك الدولي، فهي تمثل نحو 38 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان.
بخلاف الحوالات، العديد من المغتربين يعودون خلال موسم الأعياد حاملين الدولارات المطلوبة بشدة.
ويتوقع أن يستقبل مطار بيروت الدولي 6.1 مليون سائح هذا العام، بزيادة 400 ألف مقارنة مع عام 2021.
وفي السياق، قال القائم بأعمال وزارة السياحة وليد نصار الشهر الماضي إن لبنان يتوقع قدوم 700 ألف شخص خلال الأعياد، معظمهم من أصول لبنانية. وقدر أنهم سيجلبون نحو 1.5 مليار دولار بين ديسمبر/ كانون أول ومنتصف يناير/ كانون ثان.
منذ انهيار لبنان المالي على مدار ثلاث سنوات، حجزت البنوك أموال المودعين ومدخراتهم بينما تكبدت خسائر بعشرات المليارات من الدولارات.
وأصبحت الحوالات من الخارج ضرورية ليس فقط للاحتفال بالأعياد وإنما لتلبية الاحتياجات الأساسية للعائلات في لبنان، حسبما قال محمد فاعور الأستاذ المساعد في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وأضاف قائلا ”الأسعار تتراجع إلى مستويات ما قبل الأزمة لكن زيادات الرواتب لا تقترب من هذه المستويات. الشخص الذي يحصل على راتب 5 ملايين ليرة لبنانية (نحو 113 دولارا) لا يمكنه تحمل تكلفة فاتورة مولد ما لم يرسل بعض الأقرباء إليه دولارات”.
في سوق عيد الميلاد، رفض كثيرون الحديث عن الحوالات التي يستقبلونها من ذويهم خارج لبنان، وكذلك التغييرات التي اضطروا إلى تحملها على أسلوب حياتهم.