طالبان تأمر المنظمات الأهلية بأفغانستان بتعليق توظيف النساء
كابول، أفغانستان (أ ب)- أمرت حكومة حركة طالبان في أفغانستان، يوم السبت، جميع المنظمات غير الحكومية الأجنبية والمحلية العاملة بالبلاد بتعليق توظيف النساء. كما قامت الحركة على نحو منفصل بمنع النساء من حضور دروس دينية في المساجد بالعاصمة كابول.
الحظر هو أحدث تحركات تقييدية من قبل حكام أفغانستان الجدد ضد حقوق المرأة وحرياتها، ويأتي بعد أيام فقط من حظر طالبان على الطالبات الالتحاق بالجامعات في جميع أنحاء البلاد.
جاء الأمر الخاص بالعمل في المنظمات غير الحكومية في رسالة من وزير الاقتصاد قاري الدين محمد حنيف، والتي قال فيها إن أي منظمة أهلية لا تلتزم بالأمر ستلغى رخصة التشغيل الخاصة بها في أفغانستان.
وأكد المتحدث باسم الوزارة عبد الرحمن حبيب محتويات الرسالة للأسوشيتدبرس يوم السبت.
وقالت الوزارة إنها تلقت ”شكاوى خطيرة” بشأن موظفات يعملن في منظمات غير حكومية لا يرتدين الحجاب ”بالشكل الصحيح”.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الأمر ينطبق على جميع النساء أم النساء الأفغانيات فقط في المنظمات غير الحكومية.
وفي السياق، قالت مليحة نيازاي، وهي كبيرة مدربين في منظمة غير حكومية تعمل على توجيه الشباب حول قضايا مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، ”إنه إعلان مفجع. ألسنا بشرا؟ لماذا يعاملوننا بهذه القسوة؟”
وأشارت الفتاة البالغة من العمر 25 عاما، والتي تعمل في منظمة “واي بير أفغانستان” وتقيم في كابول، إلى أهمية عملها لأنها تخدم بلدها وهي الشخص الوحيد الذي يعول عائلتها. وتساءلت ”هل سيدعمنا المسؤولون بعد هذا الإعلان؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا يخطفون اللقمة من أفواهنا؟”
Debate over a Black student's suspension over his hairstyle in Texas ramps up with probe and lawsuit
World War I remembrance sites in Belgium and France have been added to UNESCO's heritage registry
A 96-year-old federal judge is barred from hearing cases in a bitter fight over her mental fitness
First Bob Ross TV painting, completed in a half an hour, goes on sale for nearly $10 million
وقالت موظفة أخرى في منظمة غير حكومية، تبلغ من العمر 24 عاما من جلال آباد وتعمل في المجلس النرويجي للاجئين، إن هذه كانت ”أسوأ لحظة في حياتي”.
وقالت رافضة الكشف عن اسمها خوفا على سلامتها، إن ”الوظيفة تمنحني أكثر من...لقمة العيش، إنها تجسيد لكل الجهود التي بذلتها”.
بدورها، أدانت الأمم المتحدة الأمر الصادر بحق المنظمات غير الحكومية، وأشارت إلى أنها ستسعى للقاء قيادة طالبان للحصول على بعض التفسيرات.
وجاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة أن ”سلب حرية إرادة المرأة في اختيار مصيرها، وإقصائها واستبعادها بشكل منهجي من جميع جوانب الحياة العامة والسياسية، يقود البلاد إلى الخلف، ما يعرض الجهود المبذولة لتحقيق أي سلام أو استقرار ذي مغزى في البلاد للخطر”.
وقال المتحدث باسم وزارة الحج والشؤون الدينية، فاضل محمد حسيني، في بيان آخر يوم السبت، إن ”الفتيات البالغات” ممنوعات من حضور الدروس الدينية في مساجد كابول، على الرغم من السماح لهن بالذهاب إلى المدارس الدينية المستقلة أو المدارس الدينية.
ولم يدل بمزيد من التفاصيل ولم يوضح الأعمار المتأثرة بالحظر ولا كيفية تنفيذه. كما لم يفسر سبب تطبيق الإجراء على مساجد كابول فقط.
ويوم السبت أيضا، ووفقا لشهود عيان، استخدمت قوات حركة طالبان الأمنية خراطيم المياه لتفريق نساء كن يتظاهرن احتجاجا على حظر التعليم الجامعي للنساء في مدينة هرات غربا.
كان قادة طالبان قرروا، الثلاثاء، منع الطالبات من الالتحاق بالجامعات بأثر فوري. وقوبل القرار بإدانة محلية ودولية واسعة النطاق.
ومنذ ذلك الحين تظاهرت النساء الأفغانيات في المدن الكبرى ضد الحظر، في إشارة نادرة على الاحتجاج المحلي منذ استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي.
وبحسب شهود عيان في مدينة هرات الواقعة غربي البلاد، توجهت نحو عشرين امرأة، يوم السبت، إلى منزل حاكم الولاية للاحتجاج على الحظر، وهتفن ”التعليم حقنا”، وأوقفتهن قوات الأمن باستخدام خراطيم المياه.
ويظهر مقطع مصور تمت مشاركته مع الأسوشيتدبرس النساء يصرخن ويختبئن في شارع جانبي هربا من خراطيم المياه. ثم يستأنفن احتجاجهن بالهتاف ”العار!”
وفي السياق، قالت مريم - إحدى منظمي الاحتجاج - إن ما بين 100 و150 امرأة شاركن في التظاهرة، وانتقلن في مجموعات صغيرة من أجزاء مختلفة من المدينة نحو نقطة التقاء مركزية. ولم تذكر مريم اسمها الأخير مخافة البطش.
وقالت مريم “كان هناك عناصر أمن في كل شارع، وفي كل ميدان، وعربات مدرعة ورجال مسلحون. عندما بدأنا احتجاجنا، في حديقة طارق، أخذ عناصر طالبان أغصانا من الأشجار وضربونا. لكننا واصلنا احتجاجنا. وزادوا من وجودهم الأمني. وفي حوالي الساعة 11 صباحا أخرجوا خراطيم المياه”.
وزعم المتحدث باسم حاكم هرات، حميد الله متوكل، بأنه لم يكن هناك سوى أربع إلى خمس متظاهرات.
وقال “لم يكن لديهن أجندة، لقد جئن للتو إلى هنا للتصوير”، دون أن يذكر العنف ضد النساء ولا استخدام خراطيم المياه.
كانت هناك إدانة دولية واسعة النطاق لحظر التعليم الجامعي على الفتيات، بما في ذلك من الدول ذات الأغلبية المسلمة مثل السعودية وتركيا والإمارات وقطر، فضلا عن تحذيرات من الولايات المتحدة ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بأن هذه السياسة ستكون لها عواقب على حركة طالبان.
وتحدث مسؤول في حكومة طالبان، وهو وزير التعليم العالي نداء محمد نديم، عن الحظر لأول مرة يوم الخميس في مقابلة مع التلفزيون الأفغاني الحكومي. وقال إن الحظر ضروري لمنع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات، ولأنه يعتقد أن بعض المواد التي يتم تدريسها تنتهك مبادئ الإسلام.
كما قال إن الحظر ساري المفعول حتى إشعار آخر.
على الرغم من وعودها في البداية بحكم أكثر اعتدالا يحترم حقوق النساء وحقوق الأقليات، إلا أن طالبان طبقت على نطاق واسع تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
ومنعت الحركة الفتيات من الذهاب إلى المدارس الإعدادية والثانوية، وفرضت قيودا على النساء من معظم الوظائف وأمرتهن بارتداء ملابس تغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين في الأماكن العامة.
ويوم السبت أيضا، وفي مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان، احتج العشرات من الطلاب الأفغان اللاجئين على حظر التعليم العالي للإناث في وطنهم وطالبوا بإعادة فتح الحرم الجامعي للنساء على الفور.
وقرأت إحداهن، وتدعى بيبي حسينة، قصيدة تصور الوضع الكئيب للفتيات الأفغانيات الساعيات إلى التعليم. وقالت إنها غير راضية عن تخرجها خارج بلادها في حين تحرم مئات الآلاف من شقيقاتها الأفغانيات من التعليم.