متشددون إيرانيون يحتجون على فرنسا بينما يعم الاضطراب البلاد
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة (اب)- حرق متشددون إيرانيون اليوم الأحد علم فرنسا خارج سفارتها في طهران، حيث كانوا يتظاهرون ضد الرسوم التي نشرتها مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة، للسخرية من القادة الدينيين في إيران.
انحازت الرسوم الكاريكاتورية لشارلي إبدو، المجلة التي مقرها باريس، إلى حد كبير لمطالب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت إيران للمطالبة بإسقاط جمهوريتها الإسلامية وتحدت مؤسستها المتشددة.
تأتي التظاهرات أمام السفارة الفرنسية في أعقاب محاولات سابقة من حكام إيران لتعبئة أنصارهم في مظاهرات مضادة.
هتف مئات المحتجين من بينهم طلاب بمدارس الحوزة ”الموت لفرنسا”، واتهموا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإهانة إيران، بينما حثوا باريس على وقف ”العداء” تجاه طهران.
أبقت الشرطة، التي ظهر بعض أفرادها وهم يحملون صور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، المتظاهرين على مسافة من مبنى السفارة.
عادة ما يستهدف أنصار قادة إيران المتشددين، الولايات المتحدة باحتجاجاتهم، ويحرقون علمها الذي يحمل نجوما وأشرطة، لكن من النادر استهداف العلم الفرنسي ثلاثي الألوان.
قال التلفزيون الرسمي إن بعض الدعاة نظموا احتجاجات مماثلة في مدينة قم المقدسة، مركز التعليم الديني في إيران.
ربط رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، رسوم المجلة الفرنسية بمزاعم المسؤولين المتكررة بأن الغرب يتآمر لنشر ”أعمال الشغب” في إيران.
في وقت لاحق اليوم، عبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن رد فعله الأول على الرسوم الكاريكاتورية الفرنسية، مرددا مزاعم مماثلة.
قال رئيسي إن: ”اللجوء للإهانات بذريعة الحرية إشارة واضحة على إحباطهم من إنهاء مؤامرة الفوضى وتقويض الأمن” في إيران.
اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في أنحاء إيران في سبتمبر/ أيلول، بعد وفاة الفتاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بزعم خرقها لقانون الزي الإسلامي الصارم.
تصاعدت الاضطرابات لتصبح أحد أصعب التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979 التي أتت بها للسلطة.
تقول جماعات حقوق الإنسان إن 517 شخصا على الأقل قتلوا وأن 19200 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات، وسط حملة عنيفة لقوات الامن. لم تقدم السلطات الإيرانية إحصاء رسميا لأعداد القتلى أو المعتقلين.